
قرأت في كتاب ما أبيات شعر مضمونها رساله لجميع المحبين
أحب حبيبك هونا ما ,عسى أن يكون بغيضك يوما ما
وأبغض بغيضك هونا ما ,عسى أن يكون حبيبك يوما ما
لمست صحة الأبيات في واقع نعيشه ونحياه
سبحان مقلب القلوب
بين يوم وليله من كان حبيب بالأمس أصبح عدو اليوم
قرأت في كتاب للكاتب والعالم والمفكر مصطفى محمود
:عن الحب قال
الحب والهوى والغرام خداع ألوان ,ما نراه في المحبوبه مثلما نراه في قوس قزح,جمال ألوان قوس قزح ليس من قوس قزح نفسه ولكنه من فعل نور الشمس على رذاذ المطر
فاذا غابت الشمس وجف المطر اختفت الألوان وذهب الجمال
وهكذا محبوبتك جمالها فيما يتجلى عليها من خالقها ...فاذا انقطع عنها التجلي شاخت ومرضت وذبلت وعادت قبحا لا جاذبيه فيه
ان ما كانت تملكه من الجمال لم يكن ملكا لها بالأصاله ,بل كان قرضا وسلفه
حتى السجايا الحلوه والنفوس العذبه والخلال الكريمه هي بعض ما يتجلى فينا من أسماء خالقنا الكريم الحليم الودود الرءوف الرحيم....أليست هذه أسماؤه...!؟
وهل نحب حين نحب الا أسماؤه الحسنى حيثما تحققت وأينما تحققت
وهل نحب حين نحب الا حضرته الالهيه في كل صوره من صورها
والحكيم العارف من أدرك هذه الحقيقه فاتجه بحبه الى الأصل الى ربه ولم يلتفت الى
الوسائط ولم يدع بهرج الألوان يعطله ...ولم يقف عند الأشخاص ..فهو من أهل العزائم لا تعلق له الا بربه ...لقد وفر على نفسه خيبة الأمل وانقطاع الرجاء وخداع الألوان
لقد أحب من لا يهجر, وعشق من لا يموت, وصاحب من بيده الأمر كله وساهم في البنك المركزي الذي يخرج منه النقد جميعه..وهام بالودود حقا ذاتا وصفاتا وأفعالا
وذلك مذهب العارفين في الحب
فهل عرفت؟
واذا كنت عرفت ..فهل أنت تستطيع؟
وليس كل عارف بمستطيع
ومذهب العارفين ليس مجرد معرفه ..ولكنه همه واقتدار وكدح ومغالبه ...والنفس لا تستطيع أن تعشق الا ما ترى ولا أن تتعلق الا بما تشهد بصرا وسمعا وحواسا
أما تعلق الفؤاد بالذي ليس كمثله شئ فمرتبة عليا لا يوصل اليها الا بالكدح والكفاح والهمه ..وقبل ذلك كله بالتوفيق والرضا من صاحب الأمر كله
ولهذا أدرك العارفون أن هذا الأمر لا يمكن الوصول اليه الا ركوعا وسجودا وابتهالا وعباده وطاعه وخضوعا وخشوعا وتذللا وتجردا انها منزله رفيعه لا مدخل اليها الا بالاخلاص وسلامة القلب وطهارة اليد والعين والأذن
وليس المقصود هنا هو الزهد الفارغ والتبطل ..وانما أن تخلع حظك وأنانيتك وطمعك وشهوتك
ذلك هو الحب في مذهب العارفين
نقلا من كتاب الاسلام ...ما هو؟